آل معرفي ... الأصل
والوصول
أثبتت
الروايات والشواهد والأدلة .. أن آل
معرفي * يرجع إلى مالك ابن الحارث الأشتر النخعي المذحجي ؛
والذي
ينتمي إلى قبيلة مذحج التي سكنت اليمن
قديماً ثم تفرعت إلى مجموعات قبلية أخرى
.. ونتيجة لهجرتها – المؤقتة –
والمتكررة من وإلى الجزيرة العربية والعراق وأراضى
المناطق المجاورة كبلاد فارس والشام
سعياً وراء الرزق .. ومن ثم كانت هجرة عشيرة
مالك ابن الحارث الأشتر النخعي
المذحجي الدائمة إلى الكوفة بالعراق بسبب المشاكل السياسية
العديدة .. لذا
تنقل أحفاد مالك ابن الحارث الأشتر النخعي
المذحجي في أرجاء أراضى البلاد المجاورة للكوفة ، فمنهم من رجع
إلى
المدينة المنورة ، ومنهم من وصل إلى الشام
وآخرون استقروا في أرجاء أرض الله
الواسعة .
أما عن أحفاد
مالك ابن الحارث الأشتر النخعي
المذحجي ممن ينتسبون إلى عشيرة أحمد الرئيس فقد استقروا فى
منطقة بندر معشور
على ساحل الخليج العربي وبالقرب من الأهواز
.. وكانوا يتاجرون بالإبل والغنم
والماشية ثُمَّ تحولت إلى عشيرة
بحرية امتد نفوذها إلى مسقط عمان وبومبى بالهند
وبلاد فارس
.
وأحمد الرئيس هو
الجد الأكبر لآل معرفي وكانت عشيرة
الجد الأكبر محل حفاوة وتقدير من أهل هذه
المناطق – بندر معشور وبهبهان –
وكانت تمتلك عدداً من السفن الشراعية ، بالإضافة
إلى العديد من الأراضي الزراعية
التي كانت تدر عليها أموالاً كثيرة نتيجة لزراعة
الشعير والحنطة والنخيل .. وكان
لهم سد كبير باسمهم في بندر معشور .
وعندما عم
الخراب والفوضى تلك المناطق مما أدى
إلى نهب القبائل المحيطة ببندر معشور نتيجة
لفقدان الأمن والاستقرار ؛ عزم أحمد
الرئيس على الهجرة إلى القرين ( الكويت) ليكون
قريباً من أراضيه ، ويقال أن
البضاعة التي قد حملها على ظهر 16 سفينة من مختلف
الأحجام في سنة
(1708 ميلادية) كانت تحتوى على
أمتعة وذهب
بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة التى استفاد
منها أهل الكويت للدفاع عن أنفسهم وعن
بلدهم .. خاصة وأنه لم يكن هناك
أسوار في وقتها .
*
معرفي : أصل الكلمة
من الاسم المركب محمد رفيع
.
ويقال إن أهل
الكويت آنذاك قد استبشروا خيراً
لقدوم أبناء أحمد الرئيس واستقرارهم فى الكويت..
فهم من أوائل من أسسوا التجارة
البحرية بين موانئ بندر معشور والكويت ومسقط والهند
.
وبهذا يكون آل
معرفي قد استقروا نهائيا على أرض
الكويت (القرين) سنة 1120 هجرية أي ما يوافق عام
1708 ميلادي حيث نقلت مقرها الرئيسي
من بندر معشور إلى الكويت .
تغيير
المسار التجاري بعد الهجرة إلى الكويت
في بداية القرن
السابع عشر الميلادي
تتميز عائلة معرفي بتنوع نشاطها التجاري
فمنذ أن كانت مستقرة فى بندر معشور.. كان تجار العائلة يصدرون
السلع التي تنتجها مزارعهم إلى الدول المجاورة .. القريبة
والبعيدة فتنطلق السفن من موانئ بندر معشور والبصرة محملة
بالتمور والحنطة إلى موانئ الخليج والهند ، حيث تتبادل السلع
بينهم وكانت مسقط مركزاً للترانزيت إلى أفريقيا .
وبعد هجرة العائلة من بندر معشور إلى
الكويت .. تحول النشاط التجاري للعائلة إلى الكويت تلقائياً
حيث الاستقرار والطمأنينة .. وأصبحت السفن في حماية كاملة حيث
الأمن والنظام في موانئ الكويت الصغيرة في الحجم والكبيرة في
العطاء ، وأصبحت موانئ الكويت من أفضل الموانئ لصيانة السفن في
أوقات الشتاء وأصبح المسار التجاري لنقل السلع حسب النظام
هو ( الكويت .. البصرة .. الهند
.. أفريقيا
.. مسقط .. البحرين .. الكويت
) أو ( الكويت .. بندرمعشور .. بوشهر .. الهند .. مسقط ..
البحرين .. الكويت ) .
وبدلاً من بناء السفن فى بندر معشور ،
كما كانت تفعل العائلة قبل الهجرة إلى الكويت .. اتجهت إلى
بناء سفنها المتوسطة الحجم فى الكويت ؛ خاصة بعد هجرة كثير من
أهل البحرين إلى الكويت ، حيث كان يتمتع أهل البحرين بالخبرة
والمعرفة فى صناعة السفن .
أما بالنسبة لصناعة السفن الكبيرة
للعائلة ، فكانت تصنع بالهند على أيدي أساتذة متخصصين . ووصلت
القيمة المحصلة من البضائع والمحاصيل التى تمر عن طريق الكويت
من تجارة العائلة بربع إجمالي المحصلة عن ميناء الكويت البحري
.
تجارة آل معرفي
في نهاية القرن السابع عشر الميلادي ،
كانت منطقة الخليج العربي تعج بالاضطرابات وبخاصة فيما بين
عربستان ( إيران ) وجنوب العراق ، مما أدى بالطبع إلى تعطل سفر
حجاج بلاد فارس ، ولهذا تحولت حملات الحجيج من عربستان ( إيران )
إلى ميناء الكويت عبر الخليج العربي ، فكانت القوافل تنزل في
ميناء الكويت القديم ، وفي هذه الفترة العصيبة أسندت مسئولية
نقل الحجيج إلى آل معرفي وكانت سفنهم العديدة تقوم بهذه المهمة
من ميناء بندر معشور الواقع على الشاطئ الفارسي إلى ميناء
الكويت على الشاطئ العربي ثم يتم تفويج الحجيج أي تنظيمهم في
قوافل باستخدام الإبل التي كان يقوم بتوفيرها حاكم الإحساء ابن
عريعر ، بينما يتولي آل معرفي مسئولية ترتيب وتنظيم الحملات
والقوافل إلى مكة المكرمة ، ويرافق تلك الحملات وهي في طريقها
من ميناء الكويت إلى مكة المكرمة رجال من آل بورسلي وآل مصيبيح
باعتبارهم ممن يعملون مع ابن عريعر حاكم الإحساء ، ويستمر
الحال على هذا النحو إلى أن تعود الحملات مرة ثانية إلى ميناء
الكويت ، ثم يعود الحجيج بسفن آل معرفي إلى البر الفارسي ومن
هناك إلى ديارهم.
قبل اقتحام الخليج ومخر عباب البحار بحثاً
عن اللؤلؤ وفلق المحار ، وقبل امتطاء متون السفن الشراعية
بحثاً عن أسواق البصرة وبومباي وزنجبار ، وصولاً إلى مجاهل
سواحل الهند وأفريقيا .. كانت أسرة آل معرفي تمتهن الزراعة على
ضفاف الخليج .. فتزرع الأرض وترويها بحبيبات العرق ؛ لتغرس
أشجار النخيل فتطرح الثمار اليانعة ..
وكان الجد الأول قبل هجرته إلى الكويت يملك
أراضي زراعية واسعة فى المناطق المحاذية لشط العرب ونهر كارون
، وكانت تدر خيراً كثيراً ، وكان يملك عدداً من السفن الشراعية
المتوسطة الحجم ، لنقل محاصيل هذه المزارع إلى أقصى حدود
الخليج العربي واستمرت تجارة العائلة على هذا المنوال إلى
بداية القرن السابع عشر .. حيث تعرضت هذه المنطقة إلى حالة من
الهيجان والفوضى والتى أدت إلى نهب ممتلكات العائلة ، فلم
تستطع العائلة حماية ممتلكاتها وأرواح أبنائها ، لذا كان قرار
الهجرة إلى منطقة قريبة من أراضيها حتى يتسنى لها مستقبلا
الرجوع إليها .
ومع بداية القرن الثامن عشر .. استطاعت
العائلة الاستمرار فى شراء الأراضي فى كل من القصبة ،
والفلاحية ، والدورق ووصلت ذروة الممتلكات فى الربع الأخير من
القرن الثامن عشر إلى أراضٍ شاسعة فيها أكثر من 180 ألف نخلة
منتجة .. تصل محاصيلها بواسطة السفن من مسقط إلى أقصى موانئ
الهند وأفريقيا ، ولهذا قامت العائلة بفتح مكتب فى مسقط لأغراض
عديدة منها عملية إعادة تصدير التمور إلى أفريقيا بواسطة سفن
عمانية وهندية ، حيث كانت السفن الكويتية تفرغ حمولتها في مسقط
وذلك لصغر حجمها وكثرة الطلب عليها نتيجة لإزدهار التجارة فى
الكويت والعراق والخليج العربي بالإضافة إلى قلة خبرة نواخذة
الكويت فى الإبحار إلى أفريقيا .. كما أن قلة هذه السفن
والمخاطر التى قد يتعرض لها البحارة المتجهين إلى أفريقيا.
وكانت تجارة العائلة
تتمثل في تصدير التمور إلى دول الخليج وشبه القارة الهندية وفي
المقابل كان استيراد العائلة للمواد المختلفة كالإنشائية
والغذائية وغيرهما بالإضافة إلى تجارة الأسلحة والتي لها قصة
تاريخية .
نماذج من تجارة العائلة بالسلاح
|