نقعه
معرفي
كانت هذه النقعة* .. أعني نقعة معرفي تقع
أمام محلة معرفي فى المنطقة الوسط بين نقعة بن خميس ونقعة
الشيوخ حيث بيوت العائلة ؛ ولما كبرت العائلة في بداية حكم
الشيخ مبارك الصباح قام محمد على معرفي بردم النقعة تدريجياً ،
وقام ببناء بعض البيوت للعائلة كمنزل ( جاسم معرفي – صالح
معرفي – مستوصف للرجال والنساء وسكن لطبيب المستوصف – والمدرسة
الوطنية الجعفرية ) ، بالإضافة إلى عمارة خشب القلاليف ، والتي
كان يتم فيها صناعة القوارب الصغيرة لمحمد علي معرفي والتي كان
يرسلها إلى الفلاحية والمنبوجية لاستعمالها في نقل التمور
والحنطة والتنقل ضمن المزارع ومن ثم إلى الأبوام الراسية
بالقرب من الفلاحية .
ويذكر أن الشيخ مبارك الصباح سمح لصديقه
محمد على معرفي بردم ما يقارب عمقه ثلاثة باع أي حوالي ثلاثة
أمتار عند المد وقد كلف هذا الردم مبالغ كبيرة جداً وقد قام
ببناء منازل لأولاده مستخدماً في بنائها صخور البحر والأسمنت
المستورد من عبادان وكانت هذه البيوت داخلة فى البحر ، وفي
أيام الشتاء كانت المياه تغمر بعض هذه البيوت نتيجة لقوة
الأمواج .. لذا كانت تحتاج هذه البيوت إلى صيانة دائمة .. ولم
تهدم هذه المباني إلا في منتصف الستينات عندما قامت الدولة
بتثمينها وبناء وزارة الخارجية مكانها .
وكثيراً ما استخدمت
هذه النقعة لصناعة الأبوام وأشهرها بوم بوحمرة ( معرفي ) ،
وكانت هذه النقعة تتسع لأكثر من 12 بوماً متوسط الحجم وعند
ازدياد عدد الأبوام الخاصة بالعائلة في بعض المواسم .. كان
الاتفاق مع أصحاب النقع الأخرى أن ترسو سفن العائلة في نقعهم
وأشهرها نقعة كل من : بن خميس والشملان والعسعوسي .
* النقعة: " النقع " محبس
الماء ، " والنقع " هو الماء الناقع أي المتجمع ، و"النقيع "
البشر الكثير الماء ؛ وهو ما يشير إلى الشكل الذي كانت عليه
النقع في الكويت ، حيث كانت عبارة عن مراسٍ صغيرة للسفن يحيط
بكل منها سور من الصخور البحرية لصد الأمواج عنها ، وهي تنسب
إلى أصحابها المسئولين عنها وعن صيانتها .
سفن آل معرفي
أبوام آل
معرفي في الفترة ما بين 1887- 1948 :
لاتوجد معلومات وافية عن أسماء أبوام آل معرفي في فترة ما قبل
1887 علماً بأن أسطول السفن ( الأبوام ) كان يتكون ما بين 14
بوماً إلى 16 بوماً أما الحقبة التاريخية التي تلي 1887 فقد تم
تدوين معظم الأبوام العاملة آنذاك بين سواحل الكويت والبصرة
والهند ومسقط وفيما يلي بعض المعلومات عن 16
بوماً من الأبوام المشهورة :
الرقم |
اسم البوم/البغلة |
الوزن ( مّن ) |
طن |
1 |
بوم المحمدي |
6000 |
450 |
2 |
بوم العلوي |
4000 |
300 |
3 |
بوم فتح الخير |
1800 |
135 |
4 |
بوم الماي |
3000
قوطي ماي |
|
5 |
بوم السفر |
3800 |
285 |
6 |
بغلة الهاشمي |
2500 |
187 |
7 |
التورة |
2500 |
187 |
8 |
متوانة |
-- |
|
9 |
المنور |
1500 |
112 |
10 |
بوحمرة |
2500 |
187 |
11 |
السلامتي |
4000 |
300 |
12 |
المنصور |
2000 |
150 |
13 |
البيرق |
1500 |
112 |
14 |
الحسيني |
4000-3000 قوطي ماي |
|
15 |
بغلة معرفي |
-- |
|
16 |
سمحان |
5000 |
375 |
صورة بوم المحمدي I
بوم
المحمدي I سنة 1916 :
يعتبر بوم *المحمدي آخر بوم سفر تم بناؤه للعائلة في سنة 1916
ويعد أكبر بوم بالكويت وكان ملكاً لحسين معرفي وابن أخيه محمد
حسين نصرالله معرفي وقد بُني في الهند بتكلفة عالية جداً
تُضاعف ثلاثة أضعاف تكلفته الحقيقية – أي من المفروض أن يكلف
بناء المحمدي ثمانون ألف من الروبيات- وقد أشرف على بنائه علي
الابن الأكبر لحسين معرفي .
وقد تأثرت الحالة المالية لأسرتي حسين ومحمد حسين نصرالله
معرفي تأثراً شديداً .. فلم يورث أي من أبناء حسين معرفي مالاً
عند وفاته نظراً لما دفعه في بناء هذا البوم الكبير .
وعندما دخل بوم المحمدي الخدمة لم تكن الظروف ملائمة للأسباب
التالية :
* كانت
فترة الحرب العالمية الأولى .. حيث لم تكن التجارة مستقرة في
المنطقة والمخاطر التجارية كانت كبيرة لهذا ارتفعت التكاليف .
* الشحن
من الهند وإليها .. وأرادت العائلة أن تستفيد من الزيادة
الكبيرة في أسعار الشحن .
* وكان
لبوم المحمدي مدفعاً صغيراً يستخدم عند وصوله إلى الساحل
الكويتي ؛ وهذا المدفع موجود حالياً لدى أحد أفراد العائلة .
* لم تكن
موانئ الكويت تستطيع أن تستقبل سفينة بهذا الحجم وعدم قدرة
نواخذة الكويت بالإبحار بسفينة بهذا الحجم ( 6000 مّن و60 بحار
) .
فتحطم بوم المحمدي أمام ساحل الكويت ولم يستطع أحد إنقاذه من
الضياع وبالرغم من التكاليف الخيالية التي سجلت في حساب
المشروع إنه لو استمر بوم المحمدي في الإبحار لمدة خمس سنوات
بين الكويت والهند وأفريقيا لكان بالإمكان تغطية التكاليف التي
صرفت على بنائه ؛ وبناء عدة سفن متوسطة الحجم .
وقد أبحر بوم المحمدي مرة واحدة فقط وكان على ظهره النوخذة
سعود السمكة .. وقد استفاد والد عبدالرسول الأستاذ من الخشب
حيث تم بناء بومين لصالح نفر من أهل الكويت بالإضافة إلى الذي
دخل في صناعة الأبواب .
بوم التورة
(معرفي ) سنة 1904 م :
يعتبر بوم التورة من أسرع الأبوام الكويتية التي بنيت قبل
الحرب العالمية الأولى بعشر سنوات .. وهو يشبه في التاريخ
الحديث من حيث الشكل والحمولة والسرعة بوم المهلب .
وتم بناؤه في الهند على أيدي أساتذة هنود وكان سبب بنائه نقل
التمور مرتين إلى الهند ، وحمولته كانت لاتتجاوز 2500 من أي
حوالي 225 طن .
وقد سمي نواخذة البوم باسم التورة وهو عبدالعزيز التورة أحد
رعيل أسرة التورة الكريمة .
صورة وثيقة العلوي
بوم
العلوي سنة 1912 :
تم
بناؤه بالهند لحساب حسين معرفي ومحمد حسين معرفي سنة 1912
ووزنه 4000 مّن أي 300 طن .. وكان
يعمل بين البصرة والكويت ؛ والهند في بعض الأحيان عندما تتأخر
بيعة التمور في الهند .
عمل على متن هذا البوم عدد من نواخذة الكويت بين الموانئ
الهندية والافريقية ، وعمل على هذا
البوم عدد من نواخذة الكويت بين
الموانئ الهندية والإفريقية .
ويذكر أن لهذا البوم كان دوراً بارزاً ومميزاً في توسعة تجارة
العائلة مما شجع حسين معرفي بالمباشرة في بوم المحمدي سنة 1916
، واستمر أداء هذا البوم إلى مابعد سنة 1925 وكان له دوراً
كبيراً في جلب الأسلحة إلى الكويت إبان حرب الجهراء واستخدام
مرات عديدة لنقل الحنطة من البصرة وبندر معشور إلى الكويت أيام
الشتاء كما اشتهر في الهند ومسقط .
كان يعمل على متن هذا البوم أربعون بحاراً كويتياً .. ويُذكر
أن جميعهم أصبحوا ميسورين الحال نتيجة عملهم الدؤوب وحسن
تصرفهم .
لم
يُستخدم هذا البوم أبداً في تهريب الذهب وكان سجله أمام
السلطات البريطانية في الخليج نظيفاً . وكان بوم العلوي يرسو
في نقعة معرفي في أغلب الأيام وبعض الأيام ونتيجة للزحام
الشديد والظروف المناخية كان يرسو في نقعة الشملان .
بغلة
السلامتي 1887-1890 :
قام
محمد زمان معرفي ببنائها في الهند سنة (1887 - 1890) وحمولتها
أكثر من 300 طن وعملت بين موانئ الهند ومسقط والكويت والبصرة ؛
ووصلت هذه البغلة إلى ميناء عدن وبعض الموانئ الأفريقية حيث
كانت تنقل التمور .
وتعتبر البغلة السلامتي من أحد أكبر وأشهر السفن الكويتية في
ذلك الوقت .. واستمر أداؤها إلى منتصف الحرب العالمية الأولى ،
وكان على ظهرها النوخذة عبدالعزيز الحرب .
كانت ترسو هذه البغلة في نقعة الشملان لكبر حجمها .. وبعد أن
عملت وحمّلت الكثير .. تحطمت أمام ساحل مسقط .
بوم
بوحمرة (1901) :
قام ببنائه محمد زمان معرفي في مطلع القرن العشرين وشيُد في
الكويت على ساحل نقعة معرفي .. تبلغ حمولته حوالي (2500 مّن )
واستغرق بناؤه أكثر من عامين وكان النوخذة بوحمرة ملازماً .
عمل بوم بوحمرة بين موانئ الهند ومسقط والبصرة والكويت وعدد
بحارته حوالي 40 بحاراًً .. واستمرعطاؤه إلى سنة 1935 . وكان
يرسو في نقعة معرفي وأحياناً في نقعة الشملان .
بَغْلة معرفي :
شُيدت بَغْلة معرفي بالهند في نهاية القرن التاسع عشر وعملت
بين موانئ الهند ومسقط والبصرة والكويت وكانت كبيرة الحجم ..
وبيعت على عائلة عيسى بشارة من نواخذة منطقة الشرق ، واستُخدمت
بَغْلة معرفي لدى بن عيسى لأكثر من 15 سنة .
بًغْلة
الهاشمي I :
شُيدت في الهند لحساب حيدر بن محمد رفيع (معرفي) في نهاية
القرن التاسع عشر وعملت إلى أوائل القرن العشرين وقد تم بيعها
على إحدى العائلات الكويتية المعروفة بتجارة الأخشاب وأصحاب
السفن وعملت بين الكويت والبصرة والهند ، وقد عمل عليها
النوخذة عبدالله بن غانم .
بوم متوانة :
يعتبر بوم متوانة من أشهر أبوام عائلة معرفي وقد شُيد في نهاية
القرن التاسع عشر ويُقال قبل اتفاق الشيخ مبارك مع الإنجليز
على اتفاقية الحماية واستمر في العمل إلى ماقبل بناء بوم
المحمدي سنة 1916 بعدة سنوات ، وقد كان ملكاً لمحمد زمان معرفي
وقبل ذلك كان محمد زمان يملك بوم آخر بنفس الاسم وكان مبروكاً
وقد أدر مالاً كثيراً على مالكيه وعلى جميع الذين عملوا على
ظهر هذا البوم ولذا تم بناء بوم آخر بنفس الاسم بعد أن استهلك
بوم متوانة واحد .
وقد عمل متوانة تحت قيادة النوخذة عباس بن نخي حيث يعتبر من
أدهى وأذكى نواخذة الكويت في ذلك الوقت ؛ وقد عمل هذا البوم
بين الكويت والبصرة وموانئ الهند إلى موانئ الصومال واليمن
ومسقط .
ويُذكر بأنه في عام 1910 وقبل مغادرة النوخذة عباس بن نخي
الكويت إلى البصرة ليحمل التمور من مستودعات حمد الصقر استلم
رسالة شفوية سرية من محمد علي معرفي مضمونها أن يتجه إلى مسقط
حيث مكتب محمد علي معرفي الذي يديره نجف بن غالب (كان شريكاً
معه في تجارة السلاح وهو ابن خالته) ويطلب منه تزويده بمئات من
البنادق على أن يتم ذلك بسرية تامة . كان الإنجليز قد منعوا
تجارة السلاح على الجميع .. حتى صديقهم الشيخ مبارك الصباح
وكانوا يعلمون أن مبارك الصباح يطلب من تجار السلاح وهم قلة
ومعروفين أن يهربوا السلاح إلى الكويت بطريقة سرية حتى لايعلم
أحد وأن سفن آل معرفي كانت لاتحمل السلاح إلا للعائلة ذلك
نظراً لخطورة تهريب السلاح آنذاك .
وبذلك بدأوا يراقبون جميع السفن الكويتية الخارجة من موانئ
الهند ومسقط بعد أن حمل بوم متوانة تمور حمد الصقر إلى الموانئ
الهندية حسب طلبه وتم حمل بضاعة إلى كلا من مسقط أولا ثم
الكويت .. وكانت البضاعة التي قد حُمِّلت على البوم إلى مسقط
عبارة عن شاي وأرز وبعض التوابل .
وعند رسو البوم .. يتم إنزال البضاعة المحمَّلة إلى مسقط وحمل
بضاعة أخرى إلى الكويت وهي اسلحة وصل وودج ، وكان للإنجليز
جواسيس في مسقط وكان لعباس بن نخي إحساساً بأنه مراقب من
قبل سفينة بريطانية وقد تلاحقه .. وبذلك اتخذ قراراً جريئاً
جداً .. وهو أن يخرج بعد الظلام ويسلك طريق الأخوار بين الجبال
غير أنه رأى السفينة تقترب منه وعند منتصف الليل أنزل قارباً
صغيراً وعليه سراي واطفأ أنوار البوم وأبحر إلى الكويت حيث
الرياح كانت تسانده واطمئن قبطان السفينة البريطانية أن البوم
مازال راسياً بين الأخوار فلم يتحرك حتى صباح اليوم التالي .
عندها اكتشف القبطان بأن البوم الكويتي قد أفلت منه متجهاً إلى
الكويت .. فوصل بوم متوانة إلى الكويت ونزل عباس بن نخي إلى
دار محمد علي معرفي حيث السلاح لحسابه .. واصطحبه إلى الشيخ
مبارك الصباح الذي شكر النوخذ بعمله عملاً وطنياً حيث استورد
السلاح إلى الكويت في وقت صعب جداً .. وأمر بنقل السلاح إلى
قصره وأعطى أوامر نهاراً بأن يرفع البوم عند نقعة معرفي بسرعة
فائقة .. فتم تغطيته بسعف النخيل وكأنه تحت الصيانة لفترة
طويلة وأمر بعض رجاله بالقيام بعملية تنظيفه حتى لايعلم بالحدث
.
وبعدها وصلت الباخرة أمام ساحل الكويت ، نزل منها القبطان
واتجه إلى قصر مبارك الصباح وأخبره بالحدث فأنكر الشيخ مبارك
الصباح بأن يكون هناك بوماً دخل الكويت في هذه الأيام وعليه أن
يتأكد شخصياً ويذهب إلى جميع النقع الموجودة على ساحل الكويت
ويسأل بنفسه ، برك القبطان وهو متأكداً أن شيئاً قد حدث ولكن
لايستطيع إثباته .
فطلب القبطان من مبارك الصباح الحقيقة ليكافئ النوخذة بن نخي
على شجاعته ومهارته .. فأخبره الشيخ مبارك بالحقيقة ؛ فقام
القبطان بمقابلة النوخذة وهنّأه على مهارته وذكائه وكافأه على
عمله الجرئ لخدمة وطنه
بوم أبو القاسم معرفي
صورة بوم المحمدي الثاني II
http://www.almohammadi2.org
صورة
الهاشمي II
http://www.alhashemi2.com
صورة الغزير
|