منصور محمد زمان معرفي

1891 – 1964 م

 

     توفي والده وكان عمره ست سنوات وتربى على يد جده محمد علي معرفي ، وأصبح فيما بعد أحد نواخذة البحر المعروفين في العائلة .

  وعند بناء القسم الشرقي من سور الكويت الثالث عام  1340 هـ-1921م تعهدت أسرة آل معرفي ببناء جزء منه على نفقتها الخاصة وفي خلال شهر رمضان المبارك قام منصور معرفي بالإشراف على نقل طعام الإفطار والسحور للعاملين على بناء السور من أهل الكويت ، وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح راجعاً من حولي على فرسه ، وعندما سمع بعض أفراد آل معرفي صوت الخيل استعدوا لمواجهة القادمين وخصوصاً أن هناك حركة غريبة ، ولما سمعهم الشيخ عبدالله الجابر وهو يعرفهم جيداً من أصواتهم ناداهم ليخبرهم بأنه عبدالله الجابر فلما وصل إليهم نزل عن فرسه وشاركهم العمل ثُمَّ تناول معهم وجبة السحور في تلك الليلة وكان منصور معرفي يقوم بحراسة السور ويتناوب مع الآخرين على الحراسة.

 

كان منصور محمد زمان معرفي يمتلك بوما لنقل الماء من شط العرب في البصرة إلى الكويت وقد عُرف عن منصور عنه حب المغامرة ، ومن الطُرف أنه في ذات مرة وأثناء نقل الماء من شط العرب كان البحر هائجاً بأمواجه وكان الكثيرون من أصحاب السفن يتوقفون عن نقل الماء في مثل هذه الأحوال الجوية  ولكن منصور معرفي لم يتهيب من الأمواج العاتية فسار ببومه بعرض البحر ولكن عند وصوله إلى الكويت تبين أن الماء الحلو قد اختلط بماء البحر من شدة الأمواج وإن الماء الذي جلبه لم يعد صالحاً للشرب .

 

  و فيما بعد كان ينقل الأسلحة والذخيرة بواسطة بومه ( بوم الماي ) من نقعة معرفي قرب قصر السيف إلى منطقة الدوحة ، ومن ثم يتم نقل تلك الأسلحة والذخيرة إلى القصر الأحمر على ظهور البغال

 

  وفي إحدى رحلاته وأثناء هيجان البحر كان البوم يميل يميناً ويساراً فنظر إلى أعلى الدكل ( السارية ) وإذ بطائر البومة على قمة السارية وكان الناس يتشاءمون عند رؤية البومة فطلب من أحد البحارة الصعود إلى أعلى السارية وازاحة البومة ، فلم يقبل أي واحد منهم على ذلك فصعد بنفسه محاولاً إزاحة البومة فأمسكت البومة بمخالبها يد منصور معرفي فقام منصور معرفي بمسك رأس البومة بفمه فأصبحت يد واحدة ممسكة بالسارية وبسبب الأمواج العاتية سقط من أعلى السارية على سطح البوم وانكسرت أضلاع صدره وبعدها رقد في منزله لمدة ستة أشهر ثم قرر ترك البحر وأهواله وباع بومه وتبرع بثمنه للأعمال الخيرية .

وفي سنة 1948 كان رأس ماله 13 ألف روبية ، ورغبةً منه في العمل بالتجارة بدأ بتجارة الشاي مع أهل الدورق ( مينوحيه – من إمارة الشيخ خزعل بن مرداو أمير المحمرة ) ، وكانت غالبية تجارته بالأجل لكون غالبية سكان تلك المناطق من الفقراء والفلاحين ، وعلى أن يتم تسديد قيمة مشترياتهم بعد بيع محصولاتهم من التمور ، وكان منصور معرفي صبوراً عليهم حتى ازدادت الديون على الناس ولم يستطيعوا تسديدها فأصبحوا يرهنون صكوك ( وثائق ) نخيلهم لصالح منصور معرفي على أن يتم إرجاعها لهم بعد تسديد الديون ، ولكن شاءت الظروف أن تزداد الديون مما أثر على مالية منصور معرفي ولم يستطع الاستمرار في تجارة الشاي .

 

ثم ترك التجارة ولم يطالب أحداً من المدينين ورجع إلى الكويت في عام 1950 م ومعه تلك الصكوك ، وبعد سنوات حضر أحد شيوخ العشائر من الدورق إلى الكويت في طريقه إلى الحج فاستقبله منصور معرفي بكل حفاوة وتكريم وسلمه تلك الصكوك وأبرأ ذمته وذمة جميع المدينين ، واعتبره عملاً خيرياً يثاب عليه ، هكذا كان آباؤنا وأجدادنا غفر الله لهم جميعاً .

 

 
     
 

جميع الحقوق محفوظة لـ ديوان آل معرفي 2008